**ابناء الانبا انطونيوس للمغتربين بسوهاج**
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أقوال الأنبا موسي الأسود (2)

اذهب الى الأسفل

أقوال الأنبا موسي الأسود (2) Empty أقوال الأنبا موسي الأسود (2)

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء نوفمبر 27, 2007 1:35 am

هذا الجزس التاني من اقوال الانبا موسي الاسود

وأيضاً من أقوالِ أنبا موسى أرسلها إلى أنبا نومين حسب طَلَبهِ: «إني أفضِّلُ خلاصَك بخوفِ الله قبل كلِّ شيء، طالباً أن يجعلَك كاملاً بمرضاتهِ حتى لا يكون تعبُك باطلاً؛ بل يكون مقبولاً من الله لتفرحَ. لأننا نجدُ أن التاجرَ إذا ربحت تجارتُه كَثُرَ سرورُه، وكذلك الذي يتعلَّم صناعةً إذا ما أتقنها كما ينبغي ازداد فرحُه متناسياً التعبَ الذي أصابه، وذلك لأنه قد أتقن الصنعةَ التي رغب فيها. ومن تزوج امرأةً وكانت عفيفةً صائنةً لنفسِها فمن شأنهِ أن يفرحَ قلبُه. ومن نال شرفَ الجنديةِ فمن شأنهِ أن يستهينَ بالموتِ في حربهِ ضد أعداء ملكِه وذلك في سبيلِ مرضاة سيدهِ. وكلُّ واحدٍ من أولئك الناس يفرحُ إذا ما أدرك الهدفَ الذي تعب من أجلهِ. فإذا كان الأمرُ هكذا مع شئونِ هذا العالم الفاني، فكم وكم يكون فرحُ النفسِ التي قد بدأت في خدمةِ الله عندما تُتَمِّمُ خدمتها حسب مرضاة الله؟ الحقَّ أقولُ لك: إن سرورَها يكونُ عظيماً، لأنه في ساعةِ خروجها من الدنيا تلقاها أعمالُها وتفرحُ لها الملائكةُ إذا أبصروها وقد أقبلت سالمةً من سلاطين الظلمة، لأن النفسَ إذا خرجت من جسدِها رافقتها الملائكةُ وحينئذ يلتقي بها أصحابُ الظلمةِ كلُّهم ويمنعونها عن المسير ملتمسين شيئاً لهم فيها. والملائكةُ وقتئذ ليس من شأنِهم أن يحاربوا عنها، لكن أعمالَها التي عملتها هي التي تحفظها وتستر عليها منهم. فإذا تمت غلبتها بأعمالِها تفرحُ الملائكةُ حينئذ ويسبِّحون الله معها حتى تلاقي الربَّ بسرورٍ. وفي تلك الساعة تنسى جميعَ ما انتابها من أتعابٍ في هذا العالم.

فسبيلُنا أيها الحبيب أن نبذلَ قُصارى جهدِنا ونحرص بكلِّ قوتِنا في هذا الزمان القصير على أن نصلحَ أعمالَنا وننقيها من كلِّ الشرور عسانا نخلص بنعمةِ الله من أيدي الشياطين المتحفزين للقائِنا، إذ أنهم يترصَّدون لنا ويفتشون أعمالَنا إن كان لهم فينا شيءٌ من أعمالهِم، لأنهم أشرارٌ وليس فيهم رحمةٌ. فطوبى لكلِّ نفسٍ لا يكون لهم فيها مكانٌ فإنها تفرحُ فرحاً عظيماً. لذلك ينبغي لنا أيها الحبيبُ أن نجتهدَ بقدرِ استطاعتِنا بالدموعِ أمام ربنا ليرحمنا بتحننه. لأن الذين يزرعون بالدموعِ يحصدون بالفرحِ. ولنقتنِ لأنفسِنا الشوقَ إلى الله فإن الاشتياقَ إليه يحفظُنا من الزنا، ولنحبَّ المسكنةَ لنخلُصَ من محبةِ الفضةِ، ولنحبَّ السلامةَ لننجوَ من البغضة، ولنقتنِ الصبرَ وطولَ الروحِ لأن ذلك يحفظُنا من صغرِ النفسِ، ولنحبَّ الكلَّ بمحبةٍ خالصةٍ لنتخلصَ من الغيرةِ والحسدِ، لنلزم الاتضاع في كلِّ أمرٍ وفي كلِّ عملٍ. لنتحمل السبَّ والتعيير لنتخلصَ من الكبرياءِ. لنكرم أقرباءنا في كلِّ الأمورِ لنخلصَ من الدينونةِ. لنرفض شرفَ العالمِ وكراماته لنتخلصَ من المجدِ الباطلِ. لنستعمل اللسانَ في ذِكرِ الله والعدل لنتخلصَ من الكذبِ، لنحبَّ طهارةَ القلبِ والجسدِ لننجوَ من الدنسِ. فهذا كلُّه يُحيطُ بالنفسِ ويتبعها عند خروجِها من الجسدِ. فمن كان حكيماً وعملُه بحكمةٍ فلا ينبغي له أن يسلِّم وديعَته بدونِ أعمالٍ صالحةٍ كي يستطيعَ الخلاصَ من تلك الشدةِ. فلنحرص إذاً بقدرِ استطاعتنا والربُّ يعينُ ضعفَنا، لأنه قد عرف أن الإنسانَ شقيٌ ولذلك وهب له التوبةَ ما دام في الجسدِ.

لا تهتم بشئونِ العالم كأنها غايةُ أَمَلِكَ في هذه الحياةِ، وذلك لتستطيعَ أن تخلصَ. لا يكن لك رجاءٌ في هذا العالم لئلا يضعف رجاؤك في الربِّ. أبغض كلامَ العالم كي تبصرَ الله بقلبك. داوم الصلاةَ كلَّ حينٍ ليستنيرَ قلبُك بالربِّ. إياك والبطالة لئلا تحزن. أتعِب جسدَك لئلا تخزى في قيامةِ الصديقين. احفظ لسانَك ليسكن في قلبك خوفُ الله. أعطِ المحتاجين بسرورٍ ورضى لئلا تخجل بين القديسين وتُحرم من أمجادِهم. أبغض شهوةَ البطنِ لئلا يحيط بك عماليق. كن متيقظاً في صلاتك لئلا تأكلك السباعُ الخفية. لا تحب الخمرَ لئلا يحرمك من رضى الربِّ. أحبَّ المساكين لتخلص بسببهم في أوانِ الشدةِ. كن مداوماً لذِكر سير القديسين كي ما تأكلك غيرةُ أعمالِهم. اذكر ملكوتَ السماوات لتتحرك فيك شهوتُها. فكِّر في نارِ جهنم لكي ما تمقت أعمالها.

إذا قُمتَ كلَّ يومٍ بالغداةِ، تذكَّر أنك سوف تعطي للهِ جواباً عن سائرِ أعمالِك فلن تخطئ البتة، بل يسكن خوفُ الله فيك. أعد نفسَك للقاءِ الربِّ فتعمل حسب مشيئتهِ. افحص نفسَك ها هنا واعرف ماذا يعوزك فتنجوَ من الشدةِ في ساعةِ الموتِ، ويبصر إخوتُك أعمالَك فتأخذهم الغيرةُ الصالحة. اختبر نفسَك كلَّ يومٍ وتأمل في أي المحاربات انتصرتَ ولا تثق بنفسِك بل قل: «الرحمةُ والعونُ هما من الله». لا تظن في نفسِك أنك أجدَّتَ شيئاً من الصلاحِ إلى آخرِ نسمةٍ من حياتك. لا تستكبر وتقول: «طوباي»، لأنك لا يمكنك أن تطمئنَ من جهة أعدائك. لا تثق بنفسِك ما دمتَ في الجسدِ حتى تعبر عنك سلاطينُ الظلمةِ. ليكن قلبُك من نحو الأفكارِ شجاعاً جداً فتخف عنك حدتها، أما الذي يخاف منها فإنها تُرعبه فيخور. كما أن الذي يفزع منها يُثبت عدم إيمانه بالله حقاً، ولن يستطيعَ الصلاةَ قدام يسوع سيدِهِ من كلِّ قلبهِ ما لم يَسُد على الأفكار أولاً. الذي يريدُ كرامةَ الربِّ فعليه أن يتفرغ لطهارةِ نفسِه من الدنس. إن كنا ملومين فذلك لأن الهزيمةَ دائماً هي منا. من ينكر ذاتَه ولا يظن أنه شيءٌ فذلك يكون سالكاً حسب مشيئةِ الله. من تعوَّد الكلامَ بالكنيسةِ فقد دلَّ بذلك على عدمِ وجودِ خوف الله فيه. وذلك لأن خوفَ الله هو حفظٌ وصونٌ للعقلِ، كما أن الملكَ هو عونٌ لمن يطيعه. أما الذين يريدون أن يقتنوا الصلاحَ وفيهم خوفُ الله، فإنهم إذا عثروا لا ييأسون بل سرعان ما يقومون من عثرتِهم وهم في نشاطٍ واهتمامٍ أكثر بالأعمالِ الصالحة. أهمُ أسلحةِ الفضائل هي إتعاب الجسد بمعرفةٍ، والكسل والتواني يولِّد المحاربات. من له معرفة وهِمَّة فقد هزم الشرَ، لأنه مكتوبٌ أن الاهتمامَ يلازمُ الرجلَ الحكيم. والضعيفُ الهِمَّةِ لم يعرف بعد ما هو لخلاصِه. أما الذي يقهرُ أعداءَه فإنه يُكلَّل بحضرةِ الملك.

لو لم تكن حروبٌ وقتالٌ ما كانت فضيلة. ومن يجاهد بمعرفةٍ فقد نجا من الدينونةِ، لأنه هذا هو السورُ الحصين. أما الذي يدين فقد هدم سورَه بنقصِ معرفتهِ. من يهتم بضبطِ لسانهِ يَدُلُّ على أنه محبٌ للفضيلةِ. وعدم ضبط اللسان يدلُّ على أن داخلَ صاحبهِ خالٍ من أيِّ عملٍ صالح. الصدقةُ بمعرفةٍ تولِّد التأملَ فيما سيكون وتُرشد إلى المجد. أما القاسي القلب فإنه يدلُّ على انعدامهِ من أيِّ فضيلةٍ. الحرية تولِّد العفةَ ومكابدة الهموم تولِّد الأفكار. قساوة القلبِ تولِّد الغيظَ، والوداعة تولِّد الرحمة. نسكُ النفسِ هو بُغض التنعمِ، ونسك الجسدِ هو العوز. سقطة النفس هي مكابدة الهموم وتهذيبها هو السكوت بمعرفة. الشبع من النومِ يُثير الأفكارَ وخلاصُ القلبِ هو السهرُ الدائم. النومُ الكثير يولِّد الخيالات الكثيرة والسهرُ بمعرفةٍ يُزهر العقلَ ويثمره. النومُ الكثير يجعلُ الذهنَ كثيفاً مظلماً، والسهرُ بمقدارٍ يجعله لطيفاً نيّراً. من ينامُ بمعرفةٍ فهو أفضل ممن يسهر في الكلامِ الباطل.

النوحُ يطردُ جميعَ أنواعِ الشرورِ عند ثورانها. إذا تقبل الإنسانُ الزجرَ والتوبيخَ فإن ذلك يولِّد له التواضع، أما تمجيدُ الناس فيولِّد البذخ وتعاظم الفكر. حبُّ الإطراءِ من شأنهِ أن يطردَ المعرفةَ. وضبطُ شهوة البطن يقلِّل من تأثيرات الشهوات. شهوةُ الأطعمةِ توقظ الغرائزَ والانفعالات والامتناع منها يُقمعها. زينةُ الجسدِ هزيمةٌ للنفس ومن يهتم بها فليست فيه مخافة الله. ذِكرُ الدينونة يولِّد في الفكر تقوى الله. وقلةُ خوفِ الله تُضلُّ العقلَ. السكوتُ بمعرفةٍ يهذِّب الفكرَ وكثرةُ الكلامِ تولِّد الضجرَ والهوسَ. قهرُ الشهوةِ يدلُّ على تمامِ الفضيلة والانهزام لها يدلُّ على نقصِ المعرفة. ملازمةُ خوفِ اللهِ يحفظُ النفسَ من المحارباتِ وحديثُ أهلِ العالم والاختلاط بهم يُظلمُ النفسَ ويُنسيها التأملَ.
Admin
Admin
Admin

ذكر
عدد الرسائل : 13
العمر : 34
الموقع : www.avaantony.3oloum.com
العمل/الترفيه : طالب
تاريخ التسجيل : 24/11/2007

http://avaantony.3oloum.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى